دعاء السمات

اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى مَغَالِقِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى‏ مَضَائقِ أَبْوَابِ الْأَرْضِ لِلْفَرْجِ انْفَرَجَتْ، وَإِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وَإِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْوَاتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَإِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى كَشْفِ الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ، وَبِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ وَأَعَزِّ الْوُجُوهِ الَّذِي‏ عَنَتْ‏ لَهُ‏ الْوُجُوهُ،‏ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي بها تُمْسِكُ‏ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ‏ إِلَّا بِإِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ‏ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دَانَ‏ لَهَا الْعَالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِهَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَهَا لَيْلًا، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهَاراً، وَجَعَلْتَ النَّهَارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِيَاءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَوَاكِبَ وَجَعَلْتَهَا نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصَابِيحَ وَزِينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَهَا مَشَارِقَ وَمَغَارِبَ، وَجَعَلْتَ لَهَا مَطَالِعَ وَمَجَارِيَ، وَجَعَلْتَ لَهَا فَلَكاً وَمَسَابِحَ، وَقَدَّرْتَهَا فِي السَّمَاءِ مَنَازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَهَا، وَصَوَّرْتَهَا فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَهَا، وَأَحْصَيْتَهَا بِأَسْمَائِكَ إِحْصَاءً، وَدَبَّرْتَهَا بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيراً، وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَهَا، وَسَخَّرْتَهَا بِسُلْطَانِ اللَّيْلِ وَسُلْطَانِ النَّهَارِ وَالسَّاعَاتِ وَعَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ،‏ وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَهَا لِجَمِيعِ النَّاسِ مَرْأى وَاحِداً، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْمُقَدَّسِينَ، فَوْقَ إِحْسَاسِ الْكَرُوبِيِّينَ‏ فَوْقَ غَمَائِمِ النُّورِ فَوْقَ تَابُوتِ‏ الشَّهَادَةِ، فِي عَمُودِ النَّارِ، وَفِي طُورِ سَيْنَاءَ وَفِي جَبَلِ حُورِيتَ‏، فِي الْوَادِي الْمُقَدَّسِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ‏ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ وَفِي الْمُنْبَجِسَاتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ،‏ وَعَقَدْتَ مَاءَ الْبَحْرِ فِي قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجَارَةِ، وَجَاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنَى عَلَيْهِمْ بِمَا صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ‏ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بَارَكْتَ فِيهَا لِلْعَالَمِينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَرَاكِبَهُ‏ فِي الْيَمِّ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسَى كَلِيمِكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي طُورِ سَيْنَاءَ، وَلِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلِإِسْحَاقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بِئْرِ شِيع، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَيْتِ إِيلٍ، وَأَوْفَيْتَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمِيثَاقِكَ، وَلِإِسْحَاقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِحَلْفِكَ، ولِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِشَهَادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ، وَلِلدَّاعِينَ بِأَسْمَائِكَ، فَأَجَبْتَ‏، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى قُبَّةِ الرُّمَّانِ،‏ وَبِآياتكَ الَّذِي رَفَعْتَ‏ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ، بِآيَاتٍ عَزِيزَة وَبِسُلْطَانِ الْقُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَبِكَلِمَاتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيَا وَأهل الْآخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ‏ الَّتِي مَنَنْتَ بِهَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطَاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِهَا عَلَى الْعَالَمِينَ، وَبِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنَاءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلَالِكَ وَكِبْرِيَائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّمَاوَاتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحَارُ وَالْأَنْهَارُ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبَالُ، وَسَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَنَاكِبِهَا، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلَائِقُ كُلُّهَا، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّيَاحُ فِي جَرَيَانِهَا، وَخَمَدَتْ لَهَا النِّيرَانُ فِي أَوْطَانِهَا، وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لِأَبِينَا آدَمَ عليه السلام وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.

وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ‏ دَكًّا، وَخَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ، فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فِي سَاعِيرَ وَظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فَارَانَ، بِرَبَوَاتِ الْمُقَدَّسِينَ وَجُنُودِ الْمَلَائِكَةِ الصَّافِّينَ، وَخُشُوعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِينَ، وَبِبَرَكَاتِكَ الَّتِي بَارَكْتَ فِيهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبَارَكْتَ لِإِسْحَاقَ صَفِيِّكَ فِي أُمَّةِ عِيسَى عَلَيْهِما السَّلَامُ، وَبَارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرَائِيلِكَ فِي أُمَّةِ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَبَارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ.

اللّهُمَّ وَكَمَا غِبْنَا عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ، وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ، صِدْقاً وَعَدْلًا، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبَارِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ، وَبِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَا يَعْلَمُ تَفْسِيرَهَا، وَلَا يَعْلَمُ بَاطِنَهَا غَيْرُكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ، وَجَارِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سُوءٍ، وَسُلْطَانِ سَوْءٍ، إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ، وَبِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ،‏ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.