ذي الحجة

الزیارات

زيارة الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة

الزيارة عَلَى ما أورده أجلَّة العلماءِ وزعماء المذهب والدّين كما يلي: إذا أردت زيارته في هذا اليوم، فاغتسل من الفرات إنْ أمكنك، وإِلّا فمِن حيث أمكنك، والْبَس أطهر ثيابك، واقصد حضرتَهُ الشَّريفَةَ وأنت عَلَى سكينة ووقار، فإذا بلغت باب الحائر فكبّر الله تعالى وقل:
الله أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالحَمْدُ لِلهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ. السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُوسى، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ على الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى الخَلَفِ الصَّالِحِ المُنْتَظَرِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، المُوالِي لِوَلِيِّكَ، المُعادِي لِعَدُوِّكَ، اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ إِلَى الله بِقَصْدِكَ، الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدانِي لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ.
ثمّ ادخل فقف ممّا يلي الرأس وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوْتُورِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَأَطَعْتَ الله حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، فَلَعَنَ الله اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ الله، أُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَبِأِيّابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ دِينِي، وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَمُنْقَلَبِي إِلى رَبِّي، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجسادِكُمْ، وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، وَابْنَ إِمامِ المُتَّقِينَ، وَابْنَ قائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ إِلى جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَأَنْتَ بابُ الهُدى، وَإِمامُ التُّقى، وَالعُرْوَةُ الوُثْقى، وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَخامِسُ أَصْحابِ الكِساءِ، غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ، وَرُبّيتَ فِي حِجْرِ الإسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ، وَلا شاكَّةٍ فِي حَياتِكَ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَرِيعَ العَبْرَةِ السَّاكِبَةِ، وَقَرِينَ المُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ، لَعَنَ الله أُمَّةَ اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ، وانتهكت فيك حرمة الإسلامِ فَقُتِلْتَ صَلّى الله عَلَيْكَ مَقْهُوراً، وَأَصْبَحَ رَسُولُ الله (صلّى الله عليه وآله) بِكَ مَوْتُوراً، وَأَصْبَحَ كِتابُ الله بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً.
السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَأَبِيكَ، وَاُمِّكَ وَأَخِيكَ، وَعَلى الأئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ، وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ، وَعَلى المَلائِكَة الحافِّينَ بِقَبْرِكَ، وَالشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ المُؤَمِّنِينَ بِالقَبُولِ عَلى دعاءِ شِيعَتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا أَبا عَبْدِ اللهِ، لَقَدْ عَظُمَتْ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأَتَيْتُ مَشْهَدَكَ أَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ.
ثمّ قبّل الضَّريح وصلِّ عند الرَّأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت من السُّور، فإذا فرغت فقل:
اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، لأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلّا لَكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلا أَنْتَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامَ.
اللّهُمَّ وَهاتانِ الرّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي وإِمامِي الحُسَيْنِ بِنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السلامُ). اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنِّي، وَاجْزِنِي عَلى ذلِكَ أَفْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وفِي وَلِيِّكَ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ صِرْ إلى عنْد رجلَي الحسين وزُرْ عَليّ بن الحُسين (عليهما السلام)، ورأسُهُ عِند رجلَي أبي عبد الله (عليه السلام) وقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ ابْنُ المَظْلُومِ، لَعَنَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأَبْرَأُ إِلى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.
ثمّ توجّه إلى الشُّهداء وزُرْهُم وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أوْلِياَء الله وَأَحِبّائهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ الله وَأَوِدّائَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ دِينِ اللهِ، وَأَنْصارَ نَبِيِّهِ، وَأَنْصارَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَأَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساء العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ الوَلِيِّ النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ المَظْلُومِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَاُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظِيماً، يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثم عُدْ إلى عند رأسِ الحُسين صلوات الله وسلامه عليه وأكْثِر من الدّعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانك المؤمنين.
قال السيّد ابن طاووس والشَّهيد: ثمّ امضِ إلى مشهد العبّاس رضي الله عنهُ، فإذا أتيته فقف على قبره وقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الفَضْلِ العَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ أَوَّلِ القَوْمِ إِسْلاماً، وَأَقْدَمِهِمْ إِيْماناً، وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللهِ، وَأَحْوَطِهِمْ عَلى الإسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَخِيكَ فَنِعْمَ الأَخُ المُواسِي، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ، وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الإسْلامِ، فَنِعْمَ الأَخُ الصَّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النَّاصِرُ، وَالأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ، المُجِيبُ إِلى طاعَةِ رَبِّهِ، الرَّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزِيلِ وَالثَّناءِ الجَمِيلِ، وَأَلْحَقَكَ الله بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعِيمِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
ثُم انكبّ عَلى القبر وَقل:
اللّهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ، وَلِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ، وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ، وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارّاً، وَعَيْشِي بِهِمْ قاراً، وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْنِي بِهِمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائِي بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ وَالقاصِدِينَ إِلَيْهِ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الأعمال

الأعمال العبادية لشهر ذي الحجة

هو شهر عظيم القدر جليل المنزلة عند الله تعالى، ومن أشهر الحرم أيضاً، بل من أكبرها وأعظمها، وإنما سمي بذلك؛ لأنّ أداء مناسك الحج فيه، وقد وري عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ما من طاعة وعمل خير أحب إلى الله تعالى من العبادة في العشر الأول منه.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : إن الأيام المعلومات التي قال الله تعالى فيها واذكروا الله في أيام معلومات هي العشر الأول من ذي الحجة.

الأعمال المشتركة للعشرة الأولى
الأول: صوم تسعة أيام من العشرة الأولى منه.
عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال: من صام التسعة الأيام من عشر ذي الحجة كتب الله عز وجل له صوم الدهر.
الثاني: صلاة ركعتين بين فريضتي المغرب والعشاء في جميع ليالي العشر الأول، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب والتوحيد مرة واحدة، وهذه الآية: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشرٍ فتمّ ميقات ربه أربعين ليلةً وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين﴾، حتی يشارك الحجاج في حجهم.
الثالث: أن يدعو بهذا الدعاء من أول يوم من عشر ذي الحجة إلى عشيّة عرفة في دبر صلاة الصبح وقبل المغرب، کما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):
«اللّهمّ هذه الأيّام الّتي فضّلتها على الأيام وشرّفتها وقد بلّغتنيها بمنّك ورحمتك، فأنزل علينا من بركاتك، وأوسع علينا فيها من نعمائك، اللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وأن تهدينا فيها لسبيل الهدى والعفاف والغنى والعمل فيها بما تحبّ وترضى . . .
الرابع: قراءة هذه التهليلات المروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مع فضائل عظيمة في كلّ يوم من هذه العشرة، ولو قرأها في كل يوم عشر مرات كان أولى وأحسن وهي:
«لا إله إلا الله عدد اللّيالي والدّهور، لا إله إلا الله عدد أمواج البحور، لا إله إلا الله ورحمته خير ممّا يجمعون، لا إله إلا الله عدد الشّوك والشّجر، لا إله إلا الله عدد الشّعر والوبر، لا إله إلا الله عدد الحجر والمدر، لا إله إلا الله عدد لمح العيون، لا إله إلا الله في اللّيل إذا عسعس والصّبح إذا تنفّس، لا إله إلا الله عدد الرّياح في البراري والصّخور، لا إله إلا الله من اليوم إلى يوم ينفخ في الصّور».
الخامس: قراءة الدعوات الخمس في كل يوم من هذه العشرة:
1) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير.
2) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحداً صمداً لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً.
3) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحداً صمداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
4) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير.
5) حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى، أشهد لله بما دعا، وأنّه بريء ممّن تبرأ، وأنّ لله الآخرة والأولى.

الأعمال الخاصّة في الايّام العشر الأولى:
اليوم الأول
الأول: الصيام، فإنّه يعدل صوم ثمانين شهراً.
الثاني: صلاة ركعتين قبل الزوال بنصف ساعة، في كلّ ركعة بعد الفاتحة سورة التوحيد وآية الكرسي وسورة القدر كلّ واحدة عشر مرات.
اليوم الثامن (يوم التروية)
الأول: الصيام، ورُوي أنّه كفّارة لذنوب ستّين سنة.
الثاني: الغُسل
الليلة التاسعة (ليلة عرفة)
الأوّل: قراءة دعاء (اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى).
الثاني: قراءة دعاء: (اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ…).
الثالث: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
اليوم التاسع (يوم عرفة)
الأول: الصوم.
الثاني: الغُسل.
الثالث: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) الخاصّة بهذا اليوم.
الرابع: صلاة ركعتين بعد فريضة العصر يقرأ في الأوّلى بعد الفاتحة سورة التوحيد وفي الثانية بعد الفاتحة سورة الكافرون.
الخامس: دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة.
الليلة العاشرة
الأول: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
الثاني: قراءة دعاء: (يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ…).
اليوم العاشر (عيد الأضحى المبارك)
الأول: الغُسل.
الثاني: أداء صلاة العيد.
الثالث: قراءة دعاء النُّدبة.
اليوم الثامن عشر (عيد الغدير الأغرّ)
الأول: الصوم
الثاني: الغُسل.
الثالث: زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
الرابع: قراءة دعاء النُّدبة.
الخامس: أن يُهنّي من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلامُ ).
السادس: أن يقول مئة مرة: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ كَمالَ دِينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبٍ (عَلَيْهِما السَّلامُ).
السابع: المؤاخاة، وذلك بأن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول: وآخَيْتُكَ فِي الله وَصافَيْتُكَ فِي الله وَصافَحْتُكَ فِي الله وَعاهَدْتُ الله وَمَلائِكَتَهُ وكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأنْبِيائَهُ وَالأئِمَّةَ المَعْصُومِينَ (عَلَيْهِمُ السَّلامُ) عَلى أَنِّي إنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ وَأُذِنَ لِي بِأنْ أدْخُلَ الجَنَّةَ لا أدْخُلُها إِلا وَأَنْتَ مَعِي. ثُمَّ يقول أخوه المؤمن: قَبِلتُ. ثُمَّ يقول: أسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الأُخُوَّةِ ما خَلا الشَّفاعَةَ وَالدُّعاءَ وَالزِّيارةَ.
اليوم الرابع والعشرون
يوم المباهلة ويوم تصدّق الإمام علي (عليه السلام) بخاتمه:
الأول: الغسل.
الثاني: الصيام.
الثالث: أن يدعو بدعاء المباهلة.
الرابع: قراءة الزيارة الجامعة الكبيرة.

أهمّ الوقائع في شهر ذي الـحجـة

خصوصيات هذا الشهر

– إنّ هذا الشهر من الأشهر الشريفة، وهو ثاني الأشهر الحُرُم وأشهر الحج، ولبعض أيامه من الفضل ما يزيد على سائر الأيّام، كالأيام العشرة الأولى منه، ويوم الغدير، ويوم المباهلة، ورد أعمال للعشرة الأولى لهذا الشهر، ومن أهمها صلاة تقرأ بين صلاتي المغرب والعشاء، كما أن هناك أدعية وتهليلات خاصة ذكرت لها.

– لا يجوز الإحرام لحج التمتع إلا في هذا الشهر؛ إذ إن اسم الشهر وهو ذي الحجة يشير إلى هذا المعنى، كما يبدأ مراسيم الحج من اليوم التاسع من هذا الشهر حتى اليوم الثالث عشر منه.

اليوم الأوّل

– في مثل هذا اليوم من العام الثاني للهجرة حصل زواج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول سلام الله عليها؛ حيث الشيعة يُحيون مناسبة زواج السيدة الزهراء والإمام علي (عليهما السلام) في اليوم الأوّل من ذي الحجة، كما يسمى بزواج النورين، ويحظى بأهمية كبيرة عندهم؛ لأنّ كلاً منهما من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد رسول الله (صلی الله عليه وآله)، وأنّ الأئمة المعصومين هم ثمرة هذا الزواج.

– وفي هذا اليوم ولد نبي الله إبراهيم الخليل (عليه السلام).

اليوم الثالث

دخول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مكة المكرمة في حجة الوداع، سنة (10 هـ).

اليوم السابع

في هذا اليوم من سنة 114 للهجرة استشهد الإمام الباقر (عليه السلام)، بسُّم دُسّ إليه في زمن الخليفة هشام بن عبد الملك عليه اللعنة.

اليوم الثامن

يوم التروية، وكان فيه خروج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة المكرمة إلى الكوفة، سنة (60 هـ).

 اليوم التاسع

– وهو يوم عرفة، وهو من الأيام العظيمة في الإسلام، حيث يجب فيه على الحجاج أن يقفوا في عرفة من الظهر حتى وقت الغروب، بناءً على رأي الفقه الشيعي، ويُعتبر هذا اليوم من الأيام المهمة عند المسلمين، وقد ذُكرت أهميتهُ في كثير من الروايات، وهناك أعمال مستحبة لهذا اليوم، ومنها: الدعاء، والاستغفار، وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وقراءة دعاء عرفة. 

– وفي هذا اليوم من سنة ستين للهجرة استشهد مسلم بن عقيل عليه الرحمة والرضوان وهاني بن عروة عليه الرحمة، وقطع رأساهما ورمي بجثتيهما من سطح قصر الإمارة، وقبرهما معروف في الكوفة يزار ويستجاب فيه الدعاء وتقضى للناس فيه الحاجات.

 اليوم العاشر

في هذا اليوم يصادف عيد الأضحى، وهو من الأعياد العظيمة الدينية جعله الله تعالى للمسلمين عيداً ولمحمد وآله (صلى الله عليه وآله) ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيداً، يجب الإفطار فيه، وهو يوم شريف مبارك ينبغي إحياؤه بالدعاء والصلاة والتكبير والتهليل كما هو موضح في كتب الأدعية والزيارات.

اليوم الحادي عشر

رمي الحجاج بن يوسف الثقفي الكعبة المشرفة بالمنجنيق، سنة (73 هـ).
اليوم الرابع عشر

نحلة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فدك لفاطمة الزهراء (عليها السلام)، سنة (7 هـ)، على رواية.

 اليوم الخامس عشر

وفي هذا اليوم ولد الإمام علي بن محمد الهادي (عليهما السلام) على المشهور من الأقوال، في سنة 212 للهجرة في قرية صريا قرب المدينة المنورة.

اليوم الثامن عشر

– وهو المسمى بيوم الغدير، وهو من أعظم الأيام، وهو عيد آل محمد (عليهم السلام)، وهو يوم الولاية وإتمام الدين، يوم وقف النبي الأعظم (صلی الله عليه وآله) في غدير خم سنة (10 هـ) بأمر من الله سبحانه، وأمر أن يجمع له الناس، فرفع يد الإمام علي (عليه السلام) من بعد أن خطب في الناس خطبة بليغة طويلة ونادى: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأخذ الناس يفدون إلى خيمة علي (عليه السلام) للبيعة والسلام عليه، وكان أبو بكر وعمر بن الخطاب من أوّل المهنئين. فينبغي على المؤمنين اتّخاذ هذا اليوم يوم عيد وفرح وسرور ولبس الجديد من الثياب وإدخال الفرح على قلوب شيعة أمير المؤمنين وتوسيع النفقة على العيال وإطعام الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم والتبسم في وجوههم.

– وفي هذا اليوم من سنة35 للهجرة بايع الناس الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) بالخلافة بعد موت عثمان بن عفان.

– وفي هذا اليوم جعل الله النار برداً وسلاماً على إبراهيم (عليه السلام) يوم ألقاه نمرود فيها.

– وفي هذا اليوم نصب نبي الله موسى بن عمران (عليه السلام) يوشع بن نون خليفة له ووصياً.

– وفي هذا اليوم نصب نبي الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) شمعون الصفا وصياً له.

– وفي هذا اليوم نصب نبي الله سليمان بن داود (عليهما السلام) خليفة له ووصياً.

اليوم التاسع عشر

بيعة المسلمين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخلافة، سنة (35 هـ).

اليوم الثاني والعشرون

 شهادة ميثم التمار (رضوان الله عليه)، سنة (60 هـ).

اليوم الثالث والعشرون

شهادة محمد وإبراهيم طفلي مسلم بن عقيل (عليهم السلام)، سنة (62 هـ).

اليوم الرابع والعشرون

– وهو يوم المباهلة مع نصارى نجران سنة (10هـ)، وقد أخرج الرسول الكريم (صلی الله عليه وآله) معه للمباهلة علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام)، فلما رأى يهود نجران هؤلاء الأطهار رفضوا المباهلة، والقصة مشهورة.

– وفي هذا اليوم تصدّق أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بخاتمه على السائل أثناء ركوعه.

اليوم الخامس والعشرون

وهو يوم نزول سورة هل أتى بحق أهل البيت (عليهم السلام) لصيامهم ثلاثة أيام على التوالي، أعطوا إفطارهم في الليلة الأولى إلى مسكين وقف على بابهم (عليهم السلام)، وفي الليلة الثانية أعطوه إلى يتيم، وفي الليلة الثالثة تصدقوا بإفطارهم على أسير، واكتفوا (عليهم السلام) في تلك الأيام الثلاثة بالإفطار على الماء.

اليوم السابع والعشرون

وفاة علي بن جعفر الصادق عليه السلام سنة ( 210 هـ)، الملقب بـ( العُريضي).

اليوم الثامن والعشرون

وقعة الحرة التي استباح فيها جيش يزيد بن معاوية المدينة المنورة، سنة (63 هـ).